كنت أحسبه رجال وأثره رجيجيل

في عالم الشعر الشعبي، هناك لحظات لا يكفي فيها العتاب. قصيدة “كنت أحسبه رجال وأثره رجيجيل” للشاعر ضاري البوقان تُجسّد لحظة خذلان ومرارة كشف الحقيقة عن شخص لم يكن كما ظنه الشاعر.
كنت أحسبه رجال وأثره رجيجيل
كل ما ضرم راسي على ريحة الهيل
أزين البن اليماني .. برسلان
وقناد راسي فوق عشرة فناجيل
سواة راس حنيف لا صار ضرمان
كوعي على مركاي من عسعس الليل
ماني بعاشق .. مير ضايق وسهران
السيل : ما نامنه من يطلع سهيل
ولا فيه نار تشب من غير (دخان)
سلمت يا راسي من الكذب والميل
لو مالت الدنيا بتبقى كحيلان
من بعدها ماني بمحتاج تبجيل
ولا أدور المدحه من لسان كوبان
حلحيل وأصحابي زحول وحلاحيل
ويضيق صدري كل ما شفت رديان
أصحابي بعيني سواة السرابيل
لا كلحت بقعاء تحزمت بإخوان
والكارثة وشلون خاويت لي حليل
هقيت فيه الخير والخير ما بان
فزعت له بالمال والجاه والحيل
حتى ولو جيبي من الفقر مليان
كم مرة تحوفه جيوش الغرابيل
وأهرف عليها مثل مهراف سرحان
جمالتي مابي وراها محاصيل
الحمد لله عايش بأمن وآمان
كنت أحسبه رجال وأثره رجيجيل
وأنا أعترف في هقوتي كنت غلطان
سوالفه ماهي سوالف رياجيل
ولا لها عند الرياجيل ميزان
مثل الحريم .. همومه القال والقيل
فلان قال وما دريتوا عن فلان
ليته مكملها ولابس خلاخيل
حرام هذا الوجه يقلط بديوان
أردى من النصاب وأنجس من الذيل
إن جيت أعده لا مع الانس والجان
وحللت مع نفسي أدق التفاصيل
حتى عرفت إن أسود الوجه حيوان
يشوف نفسه شاعر وفلتت الجيل
ويصنف الشعار في بعض الأحيان
وأنا ما أشوفه غير بعيون دربيل
والله لو إنه يكتب بكل الأوزان
ما كل من يركض يسابق مع الخيل
ولا كل هرش أصفر نسميه عبدان
عن القصيدة
- قوة الهجاء: القصيدة هجاء مباشر وصريح، يصف تحول الشاعر من حسن الظن إلى الصدمة في من ظنه صاحبًا ورجلاً.
- مفردات بدوية عميقة: ألفاظ مثل “الغرابيل” و”كحيلان” تعكس الجذور البدوية للنص، وتمنحه عمقًا ثقافيًا قويًا.
- التحول من الحنين إلى الجرح: يبدأ النص برائحة القهوة، ثم ينقلب إلى وصف قاسٍ لخذلان الشاعر.
الشاعر ضاري البوقان
شاعر سعودي معروف بقوة كلمته وحدة تعبيره في مواقف الخذلان والوفاء. له شعبية كبيرة في الشعر النبطي. صفحة ويكيبيديا
القصيدة موقف شعري حاد يكشف فيه ضاري البوقان عن خيبة ظن عميقة. بأسلوب هجائي قوي، نقل لنا تجربة شخصية بصوت يملؤه الحزم والمرارة.