ولو كل ماثارت عجاجه تحيزمت بدر الحويفي

ولو كل ماثارت عجاجه تحيزمت
قصيدة للشاعر بدر بن عواد الحويفي الحربي 1 رحمه الله من القصائد التي لا تُنسى في الشعر النبطي، لأنها تحمل في أبياتها الكثير من الحكمة والتجربة والكرامة. يتحدث فيها الشاعر عن مواقفه في الحياة، وعن خيبة الأمل التي قد تأتي من أقرب الناس، لكنه رغم ذلك يبقى ثابتًا لا تهزه الظروف ولا تكسره الخيبات.
القصيدة تمزج بين القوة والهدوء، وبين الفخر بالنفس والتسامح، وتدعو الإنسان لأن يتحكم في ردّات فعله ويزن الأمور بعقله قبل عاطفته. ومن أكثر الأبيات التي لاقت انتشارًا واسعًا في هذه القصيدة وأصبحت تُردّد كثيرًا:
“ولو كل ماثارت عجاجه تحيزمت”
وهو شطر يلخص فلسفة الشاعر في الحياة، فليس من الشجاعة أن ترد على كل صغيرة وكبيرة، بل القوة الحقيقية أن تختار متى تقف ومتى تمضي.
قصيدة بدر الحويفي ليست مجرد كلمات، بل خلاصة عمر وتجارب وكرامة شاعر ترك بصمته في القلوب، وبقيت كلماته حيّة بعد رحيله، شاهدة على مجده وعمق رؤيته.
القصيدة
يا رجل يا اللي في غيابي تكلمت
علمك علي بالي ورمزك فهمته
يا اللي بحجة مستحيلة توهمت
حولت حظك وسط بير وهدمته
سيلك تدفق من شفاك وتخرمت
ليتك عن اللي ما استحقه ردمته
وإن كان هادف لك هدف يوم هاجمت
العقل شوري والتزامك بصمته
وكان الجهل سيطر عليك وتقدمت
ما ظن يثبت قولك اللي زعمته
وإن ضعت مع طيش الطواري وهايمت
بركت للحق المصيب وغرمته
غادي وخيل لك خيالك ورهمت
وسم الحنش لو تلحسه ما جغمته
غروك ناسٍ من نسمهم تسممت
واللي عطى الله لو تبي ما حرمته
أنصحك وإلا ما علي لو تقحمت
دام أحتمل زلة رفيقي حشمته
ونصيحتي وجهة نظر ما تغشمت
شبحي بعيد ومن غدا ما غشمته
شبحي بعيد ولا استعديت نظمته
والشوك لا جاء في طريقي دقمته
وليا بغيت أهدي هدية وقسمت
ما هس بالميزان قسم قسمته
أنا ليا مني بالأوضاع ساهمت
أصور الواقع نظر لا رسمته
ماني غشيم من التجارب تعلمت
وإن مال ميزان القريحة حكمته
لا معنّت بأسلوب المعاني وخصمت
خصمي بجزلات المعاني خصمته
بلحام سكرت الملاحم ولحمته
وعلي منافذ الملاحم برمته
وبعض الكلام أخير من رده الصمت
وإن جاء من الجاهل غلط ما جرمته
وعن بعض ما نسمع ويهرج تشيمت
وسلم الرجال أهل السلوم احترمته
ولو كل ماثارت عجاجه تحيزمت
تهت الطريق وكل عاير صدمته
مهما حصل بأسلوب عقلي تحكمت
ورأي الحكيم المعتدل ما لطمته
لو كان به ناسٍ توجه لي الشمت
مهما يقال بغيبتـي ما حلمته
بعض الكلام اليا سمعته تلطمت
وفيض المجالس ما أزعجتني نغمته
طبعي على تأديب الأخلاق داومت
ومن ضاع عن درب السنـع ما دعمته
لابس حرامي من شفا السيل وأحرمت
والعلم بالقلب المفتّح حزمته
وحقيقة الواقع بها ما تحلمت
من مصدرٍ موثوق سر وكتمته
إن شافها وإلا نصيته وسلمت
وحددت له مرسام حد ووسمته
ودليته اليمّه وبالله تعصمت
إلا أن تراجع صاحبي عن وهمته
ظنه ظنين اليا قريته وترجمته
بالحق وأسند الوثايق هزمته
وإن ضاق صدره من كلامي تبسمت
وإن مد لي كف الرضا ما شتمته
ماني سفيه اليا احترك عود برعمت
واللي مجنب سيرتي ما عزمته
وإن دار دولاب الهواجيس وأبرمت
معناي عن نقد العوارف عصمته
ما بعت في سوق الضغاين ولا سمت
ما أخطي ومن ميّل عليّه خزمته
ما أفطر على تشويه الأوضاع لا صمت
وراس الصديع اليا اعترضني حجّمته
وبسلوم لزمات الرجاجيل لازمت
أسير مع سلم الرجال ولزمته
وليا سفهت التافه ما تندمت
وماعون خلاق المشاكل خدمته
وأنا مع اللي يفتهمها تفاهـمت
ومن لا تطرق منهجي ما زهمته
وإن حدني حادي قوامه وقاومت
سبحت مع موج البحر وأقتحمته
جهزت نفسي للعبور وتولمت
عمق البحر لو هاج موجه دحمته
وجهتها بيضا صريحة وحكمت
أحكمت مضمون الجواب ونظمته
تم الجواب اللي نظمته وتممت
والوَصل من راع البريد استلمته
وصدرْتها بأسلوب هادي وترجمت
ومن لا ظلم نفسه حشا ما ظلمته
أدخل علي الله بالخطا ما تذممت
وحق العباد وقدرهم ما هضمته
وجو الصداقة ما سجنته ولغمت
معرض عن الغايب ولا أكل لحمته
ودام أمتلك نفسي عن الظلم حرمت
لو كان تجذبني لشخص أتهمته
لبستها ثوب المناعة وسجمت
وأرجي عسى الجاهل يوطـي رضـمته
- [↩]صفحة الشاعر بدر بن عواد الحويفي الحربي رحمه الله في منصة ويكيبيديا