قصيدة عز الكلام مهذل الصقور

عز الكلام
عز الكلام فما عساي أقول
إني اعتراني دهشة وذهول
ما زال أعرابينا في جهله
مذ كان في حرم الرسول يبول
عن أي إسلام نحدث غيرنا
وبني الشهادة قاتل وقتيل
عن أي إنسانية أو رحمة
كل العروبة بربر ومغول
المسجد المغدور ينزف واقفًا
ودم العباد الراكعين يسيل
لا ذنب للشهداء إلا أنهم
آمنوا ببيت الله يا جبريل
صلوا كما صلى النبي وآله
فعلام هذا القتل والتنكيل
يتساءل التاريخ فوق قبورهم
في هذه الفوضى من المسؤول
لا دين للإرهاب نعرفه به
لو دأبه التكبير والتهليل
لا باب يفتح في السماء لقاتل
والصاعدون إلى السماء قليل
ما زالت الفتوى حزامًا ناسفًا
رباه هل للمسلمين عقول
كفروا بنعمة ربهم وتشرذموا
والدين رب واحد ورسول
لله ما نلقاه من متطرف
يتوهم العرفان وهو جهول
وعلى النقيض مراوغ متملق
بيديه مكيالان حين يكيل
يا بائع الأحلام شاخ حديثنا
وطغى الجدال فهل هناك حلول
ليس التديّن أن نعطل عقلنا
فهنالك التنزيل والتأويل
يا من على حرف عبدتم ربكم
هل للتقي الفيلسوف قبول
لولا التفكر ليس ثم عبادة
إن لم يكن زيت فلا قنديل
تبقى الديانات امتدادًا واحدًا
وهل الصراط المستقيم يميل
إن تسألوا القرآن عن تاريخه
تاريخه التوراة والإنجيل
نبض المسيحيين في إخدودنا
بدموع آل محمد مبلول
في فطرة الإنسان حب خالص
هو للقداسة معبر وسبيل
يا أيها الإنسان أنت مسافر
غادر أناك فإن ذاك وصول
أحبب سواك تكن وجودًا مشرقًا
واحذر من البغضاء فهي أفول
يستغرق الإسلام كل عقيدة
هو أصلها والجوهر المصقول
ومدينتي نجران نضر وجهها
عبق من الدين الحنيف أصيل
يا طفلة الملكوت عمرك خالد
والتاج بين يديك والإكليل
يا أم ألف حضارة وحضارة
أنجبتهن لنا وأنت بتول
كل المدائن منك فيها نكهة
والنكهة البيضاء كيف تزول
لم تخل في التاريخ منك مدينة
وإليك كل مدينة ستؤول
عذاء عقدك ليس ألماسًا ولا
ذهبًا ولكن فتية وكهول
عقدوا على خوض المنايا عزمهم
والخوف دون الموت ليس يحول
لا يهرب الإنسان من أقداره
فلم الجبان يموت وهو ذليل
للذل إطراق ووجه شاحب
لكن وجه الكبرياء جميل
مطر القذائف لن يشتت شملنا
علمت بذلك حاشد وبكيل
إن تطحن الحرب الضروس عظامنا
ستعود وهي سنابل ونخيل
لما سألت عن الرضيع وأمه
نزفت جراح الأرض وهي تقول
لو كان في وسعي لما ذبلا معًا
لكن عمر الورد ليس يطول
حرب وإرهاب وصبر باذخ
والله بالنصر العظيم كفيل
الشاعر: مهذل الصقور 1
- [↩]حساب الشاعر مهذل الصقور في منصة اكس