دعاء الرياح والعواصف من القرآن والسنة

عند هبوب الرياح الشديدة أو العواصف، يستحب للمسلم أن يلجأ إلى الله بالدعاء كما كان يفعل النبي ﷺ، دون سبٍّ أو لعنٍ للرياح، بل بسؤال الله خيرها والاستعاذة من شرها. وفي هذا المقال نستعرض دعاء الرياح والعواصف الثابت عن النبي ﷺ مع الأدلة من السنة، وبعض الإشارات القرآنية التي تبين حكمة هذه الظواهر.

دعاء الرياح عن النبي ﷺ عند هبوب الرياح

من أفضل ما ورد في دعاء الرياح ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح قال: اللَّهُمَّ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به – (رواه مسلم) 1.

وهذا الدعاء جامع مانع، فيه طلب الخير الذي تحمله الرياح من المطر والرحمة، والاستعاذة من شرها كالهدم أو الدمار أو الجفاف.

النهي عن سب الرياح

كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به» 2 – (رواه الترمذي وصححه الألباني).

وهذا الحديث ينهى عن سب الرياح لأنها مأمورة من الله، وفيها خير كثير، ويُرشدنا إلى دعاء الرياح الشديدة المشروع بدلًا من السب.

إشارات من القرآن عن الرياح

جاء ذكر الرياح في القرآن في مواضع متعددة، منها قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ﴾ 3 – (الروم: 46)

وفيها تذكير بأن الرياح من آيات الله التي تدل على قدرته، فهي قد تأتي رحمةً أو عذابًا. وقال تعالى:
﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾4 – (الحجر: 22)

أي أنها سبب في نزول المطر وتلقيح السحب والنباتات، فهي من النعم التي يجب شكر الله عليها.

آداب المسلم عند هبوب الرياح

  • الإكثار من الدعاء الوارد عن النبي ﷺ.
  • ترك سب الرياح أو نسبتها للضرر بذاتها.
  • التوبة والاستغفار لأنها قد تكون تذكيرًا بقدرة الله.
  • الاحتماء في الأماكن الآمنة وعدم تعريض النفس للخطر.
  1. []خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
  2. []حديث لا تسبوا الرياح خلاصة حكم المحدث : صحيح
  3. []الاية 46 من سورة الروم
  4. []الاية 22 من سورة الحجر