ثقف نفسك

التحامل الاجتماعي: حين تحكم المجتمعات قبل أن تفهم

في كل مجتمع، هناك أحكام مسبقة، صور نمطية، ونظرات سطحية توجه سلوكنا تجاه الآخر. هذا ما يُعرف بـ”التحامل الاجتماعي”، وهو ظاهرة لا تنبع من المنطق، بل من تراكمات ثقافية ونفسية قديمة. لكنها، رغم شيوعها، تُعد من أكثر الأمور التي تضعف نسيج المجتمع وتؤخر تطوره.

ما هو التحامل الاجتماعي؟

التحامل الاجتماعي هو اتخاذ موقف سلبي أو حكم غير مبرر على شخص أو مجموعة بسبب صفات لا يُمكنهم تغييرها أو لا تستحق هذا الرفض: مثل الطبقة الاجتماعية، العِرق و التمييز الطبقي ، الجنس، اللهجة، المظهر، أو حتى المهنة.
يظهر هذا التحامل في تعبيرات يومية، قرارات وظيفية، تعاملات في المؤسسات، أو حتى في النكات والتعليقات العابرة.

من أين يأتي هذا التحامل؟

غالبًا ما يتشكل التحامل نتيجة:

  • التربية الاجتماعية والأسرية.
  • التجارب الفردية المعممة على الكل.
  • الإعلام غير المتوازن.
  • التقاليد والمفاهيم المغلوطة المتوارثة.

قد يكون الشخص نفسه ضحية لهذا التحامل، لكنه مع ذلك يمارسه على آخرين دون وعي.

آثار التحامل على الفرد والمجتمع

الأحكام المسبقة في المجتمع

الأحكام المسبقة في المجتمع

  • تقليل فرص التعليم والعمل لبعض الفئات.
  • تكريس الشعور بالدونية أو الرفض.
  • تصاعد الحواجز بين مكونات المجتمع 1.
  • تفشي عدم الثقة والتباعد الطبقي أو الثقافي.

كيف نواجهه؟

  • الوعي الذاتي: كل تغيير يبدأ من الداخل. هل تحكم على الآخرين بناء على مظهرهم أو لهجتهم؟ اسأل نفسك بصدق.
  • القراءة والانفتاح: فهم الثقافات الأخرى يقلل من الجهل والخوف.
  • النقاش الإيجابي: لا تترك التحامل يمر بصمت، حتى لو جاء في صورة “مزحة”.
  • دعم التنوع: شجع المبادرات التي تكرّس التعدد والعدالة الاجتماعية.

التحامل ليس قدَرًا

التحامل الاجتماعي ليس قدَرًا

التحامل الاجتماعي ليس قدرًا محتومًا، بل عادة يمكن كسرها. كلما واجهنا أنفسنا، وتحررنا من النظارات المشوشة التي نضعها عند النظر إلى الآخرين، كلما اقتربنا من بناء مجتمع أكثر وعيًا وعدلاً.

  1. Social influence bias[]