اراك طروبا قصيدة من اجمل قصائد الغزل الاموي

اراك طروبا

قصيدة اراك طروبا واحدة من أروع نماذج الغزل العفيف في العصر الاموي من كلمات الشاعر عمر بن أبي ربيعة 1.

قصيدة اراك طروبا

أراكَ طَروبًا والِهًا كالمُتَيَّمِ
تطوفُ بأكنافِ السِّجافِ المُخَيَّمِ

أصابَكَ سَهمٌ أم بُلِيتَ بِنَظرةٍ
وما هذهِ إلا سَجيّةُ مَن رَمى

على شاطِئِ الوادي نَظَرتُ حَمامةً
أطالتْ علَيَّ حَسرَتي وتندُّمي

فإن كُنتَ مُشتاقًا إلى أيمنِ الحِمى
وتَهوى بسُكّانِ الخِيامِ فأنعِمِ

أُشيرُ إليها بالبَنانِ كأنّما
أُشيرُ إلى البيتِ العَتيقِ المُعَظَّمِ

خُذوا بدَمي منها فإنّي قَتيلُها
وما مَقصدي إلّا تَجودَ وتَنعَمِ

ولا تَقتُلوها إن ظَفِرتُم بقتلِها
ولكن سَلُوها كَيفَ حَلَّ لها دَمي

وقولوا لها: يا مُنيةَ النفسِ إنّني
قَتيلُ الهوى والعِشقِ لو كُنتِ تَعلَمي

ولا تَحسَبوا أنّي قُتِلتُ بِصارمٍ
ولكن رَمَتني مِن رُباها بأسهُمِ

مُهذَّبةُ الألفاظِ مَكيّةُ الحَشا
حِجازيّةُ العينَينِ طائيّةُ الفَمِ

لها حُكمُ لُقمانٍ وصُورةُ يُوسُفٍ
ونَغمةُ داوودٍ وعِفّةُ مَريَمِ

أغارُ عليها مِن أبيها وأُمّها
ومِن لُجّةِ المِسواكِ إن دارَ في الفَمِ

أغارُ على أعطافِها مِن ثِيابِها
إذا ألبَستْها فوقَ جِسمٍ مُنَعَّمِ

  1. []عن الشاعر: عمر بن أبي ربيعة